ونحن نستعد لتناول وجبة إفطار أول يوم في شهر رمضان، أمس الأول، مع عدد من أبطال الحد الجنوبي قال أحدهم: «نبارك لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وللشعب السعودي حلول شهر رمضان المبارك، ونبشركم أننا على الحد الجنوبي صامدون، ولم يتغيّر الوضع بالنسبة لنا، فنحن نواجه العدو في كل الأوقات». وأضاف: «كل مرابط على الحد الجنوبي تجد في يده تمرة يرضي بها الخالق، بإتمام صيام يوم من أيام رمضان، وفي الأخرى جمرة يصوبها نحو الأعداء». من يتابع الأبطال في مواقعهم على طول الشريط الحدودي، يجد أنهم يعيشون أجواء حميمية، وهم يقضون الأيام التي تمتد إلى أشهر مع بعضهم البعض، بل امتدت إلى أنهم يتسابقون في ميادين الشرف لمواجهة الميليشيات الحوثية الإيرانية، ويسطرون أروع الملاحم دفاعا عن الدين والوطن. وقبل دقائق من رفع أذان المغرب يتسابق الضباط والأفراد وفي كثير من المواقع، لتجهيز سفرة الإفطار، في مشهد يؤكد روح الأسرة الواحدة بكل ما تحمله من معاني الإخاء والمودة. يقول أحد الأبطال، وهو يتناول وجبة الإفطار بيد ويضع الأخرى بشجاعة على رشاش عيار 52: إن تعاملهم مع بعضهم البعض تجاوز حدود العمل الرسمي، ويشعرون أنهم أهل يتعاضدون ويتعاونون ويؤازرون بعضهم بعضا في مواجهة الميليشيات الحوثية الإيرانية. وأضاف: «نقضي مع بعضنا وقتا أكثر مما نقضيه مع أسرنا، لدرجة أن نقاط المراقبة تحولت إلى بيوت تجمعنا جميعا، على امتداد الشريط الحدودي مع اليمن». وتابع: «يشهد الله أننا عندما نذهب إلى أسرنا، نشتاق لنقاط الرقابة الحدودية، حيث نترك هناك، ذكريات البطولات، وآمالنا وتطلعاتنا بأن ننهي الوجود الإيراني في الداخل اليمني».